18 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | القدس تنتظر موقف البابا تواضروس

عجايب غراب أبيض | القدس تنتظر موقف البابا تواضروس

تنبأ الراحل "فيصل الحسيني" حينما كان المسئول الفلسطيني عن ملف المدينة في حوار أجريته معه بالدار البيضاء المغربية ونشره "الأهرام" بعدد 14 مارس 1999 بأن"قضية القدس ستبقى لعشرات السنين ما لم تحل خلال خمس سنوات". وخلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع داخل نفق تحت  "الأقصى" لإعطاء الضوء الأخضر لحفريات تضر بالمسجد ولمزيد من الاستعمار الاستيطاني للمدينة، كشفت"ها آرتس" الإسرائيلية عن 25 يونيو المقبل موعدا جديدا لاجتماع قمة منتدى النقب بالمملكة المغربية مقر لجنة القدس الإسلامية ورئيستها، وأن واشنطن وتل أبيب تسعيان لتوسعة عضوية المنتدى لتضم حكومات أخرى غير المصرية والإماراتيه والبحرينية والمغربية، فضلا عن الإسرائيلية والأمريكية. 

 ولكن إذا تلفتت حولك في أي مدينة أو قرية من المحيط إلى الخليج تجد العديد من الأماكن تحمل اسم القدس، ولو فوق واجهة دكان بقالة صغير بحي شعبي. والملحوظ زيادة هذه التسمية بالمجتمعات المرتكبة حكوماتها للتطبيع. 

 ومع تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد القدس والمقدسات المسيحية والقبطية بها أيضا، لا يتصور أن يخالف البابا "تواضروس" سياسة سلفه البابا "شنوده"، والذي  أصدر قرارا من المجمع المقدس عام 1980  بحظر زيارة رعايا كنيسته للقدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعاقبة المخالفين، ومتحديا ضغوط الرئيس "السادات" بعد توقيعه معاهدة الصلح والتطبيع مع حكومة الاحتلال. ولن ينسى التاريخ ومعه الشعوب للبابا الراحل صدقه وتنفيذه القرار حتى آخر لحظة في عمره. 

لا يتصور اليوم ألا تعود الكنيسة القبطية المصرية للالتزام بهذا القرار التاريخي الوطني والإنساني، وألا ينهى البابا "تواضروس" من الآن مهرجان إعلانات السياحة الدينية القبطية بتأشيرات دخول من سلطة الإحتلال في عهده، وقد تورط فيها للأسف مؤخرا المركز الثقافي التابع للكنيسة ولقداسته.

  القدس تنتظر معنا موقف قداسة البابا، ومن أجل درء مخاطر الانسياق خلف تغليب الطابع الديني الإسلامي اليهودي للصراع على فلسطين.  ولأن القدس، ومعها الأقصى وكنيسة القيامة، ليست قضية إسلامية فقط أو المسلمين وحدهم، أو حكرا على الحكام والحكومات، حتى لو طبعت. ولا يجب أن تكون.

ولأن من شروط كسب حرب القدس إعطاء وتوكيد الأبعاد الوطنية الفلسطينية والإنسانية التحررية لقضيتها العادلة، ومعها رعاية الحكومة الممثلة للشعب الفلسطيني وضمانها ممارسة الحقوق الدينية للكافة، بما في ذلك اليهود.. وبعيدا عن الأطماع الاستعمارية القومية العنصرية للصهيونية.

وعجايب
----------------------------
بقلم: كارم يحيى 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية